منتديات عقيل عطارد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تحتوي على معلومات فضائية وفلكية ودراسات عن المجموعة الشمسية والأجرام السماوية والمجرات وكل الذي في الكون من علم الفلك وريادة الفضاء .


    بقرات جدي والمعلمة نور

    master
    master
    مدير عام
    مدير عام


    الإقامة : السودان
    الجنس : ذكر
    عدد المشاركات : 609
    كوكب مفضل :
    • عطارد
    • الزهرة
    • القمر
    • الأرض
    • المريخ
    • المشتري
    • زحل
    • أورانوس
    • نبتون
    • بلوتو
    • ترانس بلوتو

    الرصيد : 245748
    السمعة : 0
    تاريخ الإنضمام : 15/01/2016
    أكلات مفضلة : كل ما لذ وطاب ¤ _ ¤
    رأي العضو عن المنتدى : هايل

    بقرات جدي والمعلمة نور Empty بقرات جدي والمعلمة نور

    مُساهمة من طرف master الإثنين 05 ديسمبر 2016, 23:28

    ذهبت مع عائلتي في زيارتنا  الأسبوعية للجد والجدة إلى البستان حيث يقيمان على تخوم القرية  في الأراضي الزراعية التي تفصل بين قريتنا والقرية المجاورة .
    بالإضافة إلى الإسطبل الذي يأوي بقرات جدي ودجاجاته وحماره ، بنى جدي في البستان غرفتين إستطاع أن يوصل إليهما الكهرباء أما الماء فمصدره البئر الإرتوازية التي يسقي منها نباتاته التي يزرعها ، وحيواناته التي يربيها .
    يقضي جدي معظم وقته في البستان ، حيث الهواء الأنقى ، ولا يأتي إلى القرية إلا قليلآ عندما يحتاج إلى بعض الأغراض ، أو من أجل بعض المناسبات الإجتماعية .
    عندما وصلنا البستان وبعد أن سلمنا على الجدين إنطلقنا  _ أنا وأخي الكبير حسام إلى الإسطبل لنتفقد البقرة الحامل التي كان متوقعآ أن تلد خلال الأسبوع الماضي ، ولكننا وجدناها على حالها جالسة على الأرض ببطنها الممتليء تجتر من الأعشاب التي أمامها .
    تركنا البقرة وذهبنا وراء الدجاجات التي كان تنقر الحبوب خارج الإسطبل ، وبدأنا معها لعبة المطاردة ثم التقليد ... قلدنا مشيتها ، وتقافزها ومحاولات طيرانها الفاشلة ، وأصواتها المختلفة بين ديك ودجاجات وصيصان .
    وكما هي العادة ، أركبتنا الجدة على الحمار وجرته عدة أشواط حول الإسطبل .
    لم نتوقف عن اللعب إلا مع مغيب الشمس ودعوتنا لتناول العشاء ، إذ من عادة الجد والجدة عدم السهر ليفيقا مبكرآ .
    عندما حان موعد عودتنا إلى القرية ، طلب جدي من أبي _ كما في كل مرة _ أن يبقيانا حتى الغد على أن يعيدنا الجد عصرآ ، لكننا رفضنا لأن غدآ يوم عطلة سنقضيه في لعب كرة القدم مع أولاد الحارة ... عندئذ إقترب جدي من أذن أخي حسام ووشوشه ، ثم إقترب مني ووشوشني قائلآ : أعتقد أن البقرة ستلد الليلة أو صباحآ ، وسيتاح لك رؤية المولود في ساعته الأولى .
    وافقت على البقاء فورآ وسط إندهاش أبي وأمي وأخي ، الذين غادرو بعد أن أوصاني أبي بسماع كلام الجدين .
    أدخل جدي الحيوانات إلى الإسطبل ، وطلب مني أن أعد الطيور حتى يتأكد من أنه لم ينس واحدآ منها خارجآ .. وأخيرآ إطمأن على البقرة الحامل ، ومسح على رأسها وظهرها .
    عدنا إلى الغرفة حيث كانت جدتي قد جهزت لي فراش النوم وضعت رأسي على الوسادة ورحت آمل أن تلد البقرة الليلة وصرت أفكر فيما إذا كانت ستلد عجلآ أم عجلة ، وما هي إلا لحظات ، أو هكذا بدا لي ، حتى إستيقظت على صوت جدتي : أحمد .. جدك يناديك لترى العجلة التي ولدت للتو .
    إنطلقت راكضآ ، وإذا الشمس في أول شروقها ، دخلت الإسطبل حيث كان جدي يمسح على رأس العجلة التي تكاد لا تستطيع فتح عينيها ، وتصدر خوارآ ضعيفآ ، ترد عليه أمها بخوار قوي ؛ وكأنها تخبرها أنها قريبة منها .
    حاولت العجلة أن تقف على رجليها عدة مرات حتى إستطاعت الوقوف بمساعدة جدي ، إقتربت من أمها ، وراحت تمسح برأسها على بطن أمها ، وراحت أمها تمسح بلسانها على رأس إبنتها ، وأخيرآ إستطاعت العجلة أن تصل إلى ضرع أمها ، وراحت ترضعه بنهم ، لم تمض إلا دقائق حتى نامت العجلة ، ثم نامت البقرة أيضآ .
    عدت مع جدي إلى الغرفة لننتظر الفطور الذي بدأت جدتي بإعداده .. كان جدي يبتسم حتى كاد يضحك عندما قال : كان حدسي في مكانه ، لقد ولدت البقرة بالسلامة ، عجلة بكامل صحتها .
    دخلت جدتي قبل أن ينهي جملته ..فسألته : لو أنجبت البقرة عجلآ هل كانت فرحتك ستصبح أكبر ؟
    _ بالطبع لا .. ستكون أقل .
    إستغربت جواب جدي ، فسألته : ولكن ما الفارق بين العجلة والعجل ؟
    أطلق جدي ضحكته المحببة ، ثم قال : عندما تكبر العجلة ستصبح بقرة يمكن أن نستفيد من حليبها وإنجابها بالإضافة إلى لحمها . أما العجل فعندما يكبر ، يصبح ثورآ لن نستفيد إلا من لحمه .
    قضيت بقية النهار برفقة جدي في زيارة البقرة وعجلتها التي صارت تستطيع الوقوف وحدها ، والدوران حول أمها .
    عدنا إلى القرية حيث كنا فيها وذهبنا إلى المدرسة أنا وأخي في اليوم التالي ، ولم أخبر إلا زميلي في المقعد إبراهيم عن البقرة والعجلة ، فما كان منه بعد أن دخلت معلمتنا نور الصف ، إلا أن رفع يده طالبآ الإذن بالكلام ، وعندما سمحت له قال : البارحة أنجبت بقرة أحمد ، أقصد جده ..عجلة .
    إبتسمت المعلمة نور وقالت : مبروك يا أحمد ، وماذا سميتم العجلة ؟
    لم يخطر في بالي سابقآ أن الحيوانات أيضآ يمكن تسميتها .. لكنني قررت أن أرتجل للعجلة إسمآ فأجبت :سميتها نور !
    عبست المعلمة من دون أستوعب السبب ! ومع ذلك أكملت بصوت متقطع : لأنها ... ولدت ... مع بزوغ نور الصباح .
    قهقهت المعلمة نور بصوت عال من دون أن أدرك السبب أيضآ .

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 14 مايو 2024, 17:50